لماذا #الشعب_يريد_خواطر ولا يريد قمرة؟!


للعام الثاني نفتقد في شهر رمضان جزءًا مهمًا من طقوسه التي رافقتنا لمدة أحد عشر عامًا على التوالي، في الساعة السادسة والنصف كان الجميع يترك كل مابيده ليجلس أمام الشاشة ويتابع خواطر ومقدمه أحمد الشقيري وما سيبثه في حلقاته وما هي الأفكار الجديدة التي سيدهشنا بها كعادته، والأمور الغريبة التي سيكشفها لنا عن هذا العالم الواسع، كان يحضر لنا العالم كله بين أيدينا ويعرضه لنا خلال عشرة دقائق مكثفة من العلم والعمل والإلهام…
نعم، أحمد الشقيري مُلهم جيل كامل من الشباب بامتياز، بكل أفكاره وخواطره التي كان يعرضها لنا كل عام، كان يعرض أفكارنا وخواطرنا، أحلامنا وطموحاتنا، ماضينا وحاضرنا، والمستقبل الذي جعلنا نرى كيف يمكن أن يكون من خلال برنامجه.
للعام الثاني يكون الشقيري خلف الكواليس في برنامجه قمرة، الذي برأيي جاء نتيجة عمل سنوات طويلة  وتقديم برنامج خواطر للناس، فكان الآن دور هذا الجيل الذي تربى عليه وكبرت أحلامه معه أن يقدم شيئًا من خلال قمرة.

هل قمرة برنامج فاشل؟

لا، قمرة برنامج ناجح بجميع المقاييس وأعتقد أنّ الشقيري نفسه ماكان ليحلم بالمستوى العالي من الأفلام القصيرة التي تعرض فيه، من ناحية الفكرة والتنفيذ والرسالة المضمنة في الفيديو، لو كنتُ مكان الشقيري لكنت فخورة جدًا بإنتاج الجيل الذي تربى على برنامجه وأفكاره، لكن لخواطر نكهة مختلفة تمامًا عن قمرة.
في خواطر شيء لن تجده في قمرة أو في أي برنامج آخر من إنتاج آرام الشركة التي يشرف على برامجها أحمد الشقيري نفسه.
بالنسبة لي خواطر تعني الإلهام… وهذا ما افتقدناه ولم نجده في قمرة، مصدر الإلهام…
هل هو أحمد الشقيري نفسه وشخصيته وأسلوبه العفوي المحبب والقريب من القلب؟ أم هي المواضيع المتنوعة والثرية التي لم نجدها في أي برنامج آخر أو مع أي إعلامي آخر؟…
ربما هو مزيج من الاثنين معًا، وربما لأنّنا مازلنا نشعر أنّ هذا العالم الواسع بكل تاريخه مازال يحمل لنا الكثير من الإلهام والدروس التي نحب أن نراها من خلال خواطر ونستلهم منها لحاضرنا وحياتنا.
منذ بداية شهر رمضان هذا العام تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشخص يطالب بعودة برنامج خواطر…
ولاقى الفيديو انتشارًا واسعًا على الفيسبوك، ومابين مؤيد له ومعارض فإنّه يحمل رسالة من الكثيرين الذين افتقدوا جزءًا مهمًا من روح رمضان، وافتقدوا إلهام البرنامج وعمقه بعيدًا عن كل السطحية والابتذال التي تعرض على الشاشة في رمضان، وكأنّهم يخبئون كل مافي جعبتهم من تفاهة وسفالة وإسفاف ليُعرض في هذا الشهر الفضيل على الشاشة.
لستُ مع أسلوب الفيديو، وأعتقد أنّ رسالته كان يمكن أن تصل بطريقة أجمل وأفضل من هذه، لكنه صادق تمامًا ويمثل شريحة كبيرة من الشباب الذين ينتظرون من أحمد الشقيري الظهور مجددًا… والذين عبروا عن رغبتهم في عودة برنامج خواطر عن طريق المشاركة في هاشتاج #الشعب_يريد_خواطر وهذه بعض الأمثلة من مشاركاتهم…
@shugairi احمد متقدرش ترجع خواطر مع بقاء قمرة ؟

لازم يعني نظرية واحدة قصاد واحدة ماينفعش الاتنين مع بعض؟ 
@shugairi
نحتاج في الوطن العربي للبرامج الرائعة التي تذكرنا بفطرتنا السليمة التي فطرنا الله عليها 
أتفق مع @nikolaskhoury https://twitter.com/nikolaskhoury/status/868821635524169729 

فكرة أم شخص؟

هل أحمد الشقيري يمثل فكرًا أم يمثل نفسه؟

برأيي هو يمثل فكرًا عظيمًا ومجددًا كبيرًا بين العرب لن يوجد مثله بسهولة، وهو يعرف جيدًا ماذا يفعل ويعرف جيدًا أنّه توقف في قمة النجاح، وهذه شجاعة من النادر أن يقوم بها أحد الإعلاميين العرب، لكنه يملك رؤية واضحة لهدفه تجعله يتخذ القرارات الصائبة للوصول إليه.
لكننا كشعب عربي نقدّس الأشخاص أكثر من الأفكار لم يقنعنا أن نرى فكره يتجسد من خلال (قمرة) و (إيش رأيك) وغيرها من البرامج التي يشرف عليها، بل مازلنا نطمع أن نراه بشخصه يقدم لنا الإلهام على طبق من فضة كما تعودنا منه.
أتمنى أن يكون أحمد الشقيري بالنسبة لنا عبارة عن فكر متجدد نحمله معنا ويرافقنا في كل أعمالنا ومشاريعنا وطموحاتنا، وليس مجرد شخص نسعد برؤيته ونشعر بالحماس المؤقت الذي يفتر بعد فترة قصيرة دون أن يقدم نتيجة فعّالة.

تعليقات